دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أغلو إلى تحرك دولي عاجل لمواجهة الحركات المسلحة الساعية للإطاحة بالحكومة الانتقالية في الصومال. وتأتي هذه الدعوة بعد إعلان حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد الطوارئ، ومطالبة رئيس البرلمان بتدخل عسكري أجنبي عاجل لإنقاذ الحكومة.
وقال أغلو في بيان "إنه يتحتم على المجتمع الدولي التدخل فورا لدعم الحكومة الانتقالية، وإعادة بناء النظام، والتركيز على معاناة المدنيين الأبرياء". كما دعا الدول الإسلامية إلى مساعدة حكومة الصومال العضو في المنظمة البالغ عدد أعضائها 57 دولة.
وندد البيان بهجمات مسلحي حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي واعتبرها "أعمالا إرهابية تنافي مبادئ الإسلام للسلام والمصالحة".
وكانت الحكومة الصومالية أعلنت أمس حالة الطوارئ، كما طالب رئيس البرلمان شيخ أدن محمد مادوبي دول الجوار بإرسال قوات لدعم حكومة الرئيس شيخ أحمد في غضون 24 ساعة.
وردا على هذا الطلب قال وزير الاتصالات الإثيوبي بيركيت سيمون أمس إن أديس أبابا لن تتدخل لمساعدة الحكومة الصومالية دون تفويض دولي، لكنه في نفس الوقت أكد دعم بلاده المستمر لحكومة مقديشو.
وجاء كلام الوزير الإثيوبي في وقت أكد فيه شهود عيان أن وحدات من القوات الإثيوبية عبرت الحدود مع الصومال باتجاه مدينة بلدوين وسط البلاد، حيث أشار شهود عيان إلى أن تلك القوات باتت على بعد خمسة كيلومترات من المدينة.
لكن محافظ بلدة مستحيل الواقعة على الحدود الصومالية الإثيوبية نفى لمراسل الجزيرة نت في مقديشو عبور أي قوات إثيوبية إلى داخل الصومال.
وكانت كينيا قالت الجمعة إنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في الصومال، وأكدت أن الاتحاد الأفريقي ملتزم بدعم بعثته لحفظ السلام هناك.
تحذير ووعيد
وردا على احتمال تدخل عسكري لدول الجوار حذرت حركة الشباب المجاهدين في الصومال تلك الدول من مغبة التدخل في البلاد.
وقال المتحدث باسم الحركة شيخ علي محمود راقي شيخ علي طيري لمراسل الجزيرة نت في مقديشو جبريل يوسف علي إن أي دول ترسل جنودها إلى الصومال عليها أن ترسل نعوشهم، متوعدا بأن تكون الأراضي الصومالية مقبرة لتلك القوات.
كما هددت إدارة كيسمايو الإسلامية بمهاجمة كينيا إذا أرسلت قواتها إلى الصومال، وبتنفيذ عمليات تفجيرية في نيروبي.
وفي السياق ذاته توعد زعيم الحزب الإسلامي الصومالي الشيخ حسن طاهر أويس بقتال كل قوات أجنبية تدخل الصومال بما فيها القوات الإثيوبية، وندد بالحكومة والبرلمان الصومالييْن لدعوتهما إلى تدخل أجنبي عسكري.
معارك ونزوح
في غضون ذلك تجددت المعارك العنيفة في مقديشو بين حركة الشباب المجاهدين وقوات الحكومة. وقال مراسل الجزيرة نت إن متحدث باسم قوات الحكومة الصومالية يدعى شيخ عبدرساق محمد قيلو أكد استعادة القوات الحكومية جميع مواقعها التي فقدتها خلال المعارك الأخيرة.
وفي تطور آخر عرضت حركة الشباب صورة تقول إنها للشاب الذي نفذ عميلة بلدوين يوم الخميس الماضي، والتي أسفرت عن مقتل وزير الأمن الصومالي عمر حاشي والسفير الصومالي السابق لدى إثيوبيا.
وتقول الحركة إن العملية, التي نفذها محمد ديرو شيخ آدم أحد -وهو من حركة الشباب المجاهدين- تمخضت عن قتل سبعة ممن وصفتهم بالأعداء، بينهم ضابطان في الجيش الإثيوبي.
وكان مقاتلو حركة الشباب استولوا أمس على محور صنعاء الإستراتيجي شمال العاصمة الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن القصر الرئاسي.
ويحمي القصر الرئاسي المئات من بعثة حفظ السلام الأفريقية المكونة من جنود أوغنديين وبورونديين، لكن تلك القوات غير مسموح لها بالقتال إلى جانب الحكومة، إلا أنها تستطيع الرد في حال تعرضها لهجوم مباشر.
وتسبب تصاعد القتال في مقديشو السبت في فرار آلاف السكان من المدينة، في أكبر نزوح جماعي منذ تولي حكومة شريف شيخ أحمد السلطة قبل نحو خمسة أشهر.
منقول من موقع الجزيرة